اكتفاء الله الذاتيّ

إن الله موجود بذاته، بمعنى أنه لا يعتمد على أي شخص أو شيء خارجه. هو مكتفي ذاتيًا بشكل مطلق، ويعتمد على ذاته فقط، وهو موجود من الأزل؛ بينما نعتمد نحن في وجودنا على الله. فكل نَفَس يعتمد على كرمه وعنايته. وينطبق هذا على الخليقة كلها. الحيوانات، والنباتات، والكل يعتمد على الله. والسبب الذي يجعل اكتفاء الله الذاتيّ أمر عزيز لنا هو أننا لا نملك إلهًا يعتمد علينا في وجوده بطريقة ما. يوجد بعض الناس على سبيل المثال، الذين يقولون إن السبب وراء خلق الله لنا هو أنه كان وحيد، وردنا على هذا، لم يكن الله مضطرًا لأن يخلقنا. لم يكن وحيدًا. فقد كان في شركة مع نفسه بالفعل بسبب الثالوث، الآب، والابن، والروح القدس الموجودين في محبة، وفي احترام ومجد وتواصل للأبد. فهو إذًا مستقل، ومكتفي ذاتيًا، وأما نحن فليس ذلك. هذا لا يعني أننا لا شيء. وهذا لا يعني أنه لم يعطينا دعوة في الحياة وهدف وقدرة على التواصل معه. وهذه الأمور كلها أمور حقيقية جدًا. ولكن الخلاصة هي أننا نقدر أن نقوم بتلك الأمور فقط لأننا نعتمد على الله. ومرة أخرى، هذا الأمر جيد جدًا. فنحن لن نرغب في إله يعتمد علينا. فرويد، كما تعلم، ظن أن السبب الذي يجعل الناس تؤمن بالله هو لأنهم يحتاجون إلى شخص أبوي ليفسر صعوبات الكون. ولكنه ظن أيضًا أن هذا عصاب. نحن نحتاج لله لأننا غير ثابتين، ونحتاج إلى الشرح بشدة، وفي يأسنا نجعله شيء مثل شخص. ولكن الكتاب المقدس، بالطبع، يبين أن الأمر عكس ذلك تمامًا. فالله مستقل، ومكتفي ذاتيًا. وهو ليس عصاب. هو المعزي في أفضل الحالات. كما أنه قاض وهو من يضع شروط معرفتنا له. لذا فهي عقيدة مهمة. هي لا تعني أنه يعاملنا كإنسان آلي، ولكنها تعني أن كل ما نفعله، وكل نَفَس نأخذه يعتمد على إلهنا.